– كم هو ممتع احيانا ان تربط الماضى بالحاضر وان ترى من خلالهما المستقبل ولكن احيانا قد تصل الى مرحلة تكتشف فيها كم هو مؤلم الربط بين الماضى والحاضر ذلك لان الحاضر يجعلك تتحسر على الماضى و ايضا من خلال الربط بينهما ترى مستقبل مظلم
– لقد ارتبطت بطفولتى وذكريات الطفوله بكل ما تحمله من مواقف واحداث فى شتى مناحى الحياه وخطوه تلو الاخرى وجدت نفسى فى الكبر اهتم بالاعلام وما يقدمه فأصبحت استرجع ذكريات طفولتى الخاصه بما كان يقدمه لى الاعلام وانا طفل صغير
– منذ شهور بدأت اتابع بعض المسلسلات القديمه والبرامج التى كانت تعرض على التلفزيون المصرى فى فترة اواخر السبعينات و اوائل الثمانينات . كنت قد وصلت لحاله من الاشمئزاز بسبب ما اراه فى تلفاز الالفيه الثالثه فقررت الرجوع الى الماضى لعلى انقذ عقلى مما يتلقاه من وحل قابع فى اعماق بركه من القاذورات تسمى الاعلام والتلفزيون .
– بدأت بالبحث عن المسلسلات التى كانت تمثل فترة طفولتى ومراهقتى واثناء البحث توقفت امام اسم مسلسل كان غامض بالنسبه لي اسم المسلسل كان ( نهاية العالم ليست غداً ) بدأت فى مشاهدة المسلسل ولعلى كتبت عنه كثيرا فى الاونه الاخيره لما رأيته من مفاجاّت اثناء مشاهدتى لذلك المسلسل .. لقد شاهدت مسلسل يتحدث عن نهاية العالم والكوارث الصناعيه التى تصنعها الدول المتقدمه والحديث عن الفضائيين وهبوطهم الى الارض وتعجبت ان تلك فكرة مسلسل تم تصويرها فى العام 1983 … ونحن نتحدث فى هذا الافكار الان ويصفنا البعض بالمجانين
– ابدع الكاتب يسرى الجندى والمخرجه علويه زكي فى اخراج المسلسل المكون من خمسة عشر حلقه .. كان بطل المسلسل الفنان حسن عابدين .. مدرس الفلسفه ولعل ما دفعنى لمشاهدة المسلسل هو موضوعه .. يتكلم عن الفضاء واشخاص يأتون من كواكب اخرى وتلوث الهواء بغازات مصنوعه من دول الاعداء .. ولكنى اكتشفت شىء رهيب .. قد دفعنى لمشاهدة المسلسل حتى الان خمس مرات متتاليه .. اكتشفت ان المسلسل يحمل رسائل رهيبه قدمها الفنان حسن عابدين على مدار الحلقات .
– تابعت اداء الفنان حسن عابدين الذى يقوم بدور مدرس الفلسفه الذى يسعى لنشر القيم والاخلاق والفضيله والذى اختارته الكائنات الفضائيه لكى تبلغه رساله فحواها انه ان لم يستطع ان يجمع البشر لفعل الخير ونبذ العنف والحروب فإنهم سيدمرون الكوكب.
– لم تكن تلك هى فكرة المسلسل .. ولكن الفكره كانت توصيل رساله كفاكم جشع واستغلال واللهث وراء الاموال بكل الطرق المشروعه والغير مشروعه تلك كانت الرساله كم تمتعت بأداء الفنان حسن عابدين وهو يتحدث عن الاخلاق والضمير كم تعلمت من هذا المسلسل الكثير ما جعلنى اشاهده مرات ومرات ومرات بل انى فى اخر مره قررت مشاهدة المسلسل دعوت اخوتى للجلوس لمشاهدة المسلسل .. اخذت انظر فى كل حلقه … كيف ان مسلسل يتكلم عن نهاية العالم يعلم المشاهد الثقافه والفضيله .. انظر الى انفعالات الفنان حسن عابدين وهو يتحدث عن الضمير .. انظر الى نبرة صوته القويه وهو يتحدث عن الحق .. انظر الى طريقة نطقه للكلمات باللغه العربيه الفصحى .. انظر كيف يخرج مقدمة اللسان فى حرف الثاء .. فى زمن الان نفتح الفضائيات ونجد المذيع الذى يلقن المشاهد المعلومه عباره عن شخص لا يحمل شهاده ويعانى من فقدان للنطق الصحيح لاربع او خمسة حروف !
– واثناء كل تلك الدوره الفكريه التى دار فيها عقلى اثناء مشاهدة وتحليل ذلك المسلسل قررت اخذ الاستراحه .. وقررت ان امسك بالريموت كنترول واتابع قنوات التلفزيون وفجأه اجد امامى .. اعلان لاحد المنتجات الغذائيه وبطل الاعلان هو نجم بورنو ! نعم .. لا تتعجبوا من المصطلح .. بطل الاعلان هو نجم اعمال جنسيه بطل الاعلان المدعو احمد التباع .. الذى ذاع صيته فى العامين الماضيين رجل يعمل سائق لسيارات النقل .. اقام علاقه غير شرعيه مع فتاة ليل فتاة الليل سجلت مكالماته الجنسيه وقامت بنشرها عبر موقع اليوتيوب و ذاع صيت احمد التباع ثم نفاجىء ان نجم المكالمات الجنسيه ضيف مع طونى خليفه فى برنامجه ومن بعدها ضيف فى برنامج المقالب لرامز جلال وعندما تسأل ما سبب ظهور شخص كهذا كضيف فى حلقه لبرنامج على التلفزيون ؟ لا تجد الرد عليك انه دكتور او باحث او صاحب فكرة مشروع او مواطن قام بعمل فدائى انقذ الوطن .. ولكن تكون الاجابه .. له مكالمات جنسيه مشهوره على اليوتيوب !
– هنا شعرت ان الزمن قد توقف بى وان شاشة حياتى قد انقسمت الى جزئين جزء يعرض الماضى وجزء يعرض الحاضر مصطلع نهاية العالم تخيلوا ان مسلسل يتكلم عن الاخلاق والضمير والفلسفه اسمه ( نهاية العالم ) اذا كانت تلك نهاية العالم .. فماذا يمثل احمد التباع وشركاه وماذا نطلق عليهم ؟!
– النهايه انى خرجت من هذا الموضوع ان كلاهما نهاية العالم .. نعم .. كلاهما يمثل نهاية العالم المسلسل الذى انتج عام 1983 ليتحدث عن نهاية العالم وتم تسميته نهاية العالم .. كان يحاول ان ينهى العالم ولكن ليس عالمنا .. كانت فكرة المسلسل ان ننهى عالم الحروب والجشع والاستغلال بينما احمد التباع يمثل ايضا نهاية العالم .. ولكنه يسعى الى نهاية عالمنا .. عالم الاخلاق والفضيله والعادات والتقاليد ومن قبل كل هؤلاء .. يسعى لهدم عالم الاديان السماويه بمختلف طوائفها !.
– كم حقدت على الفنان حسن عابدين لان الله توفاه قبل ان يرى تلك المهذله لقد كان محظوظا فى ان يتوفاه الله قبل ان يصل الى اللحظه التى يرى فيها اعماله تتراكم فوق الارفف يغطيها التراب داخل مكتبات التلفزيون بينما تعرض اعمال احمد التباع !
– واخيرا .. وفى الختام من خلال ما اراه وترونه معى .. لو كان لديكم الامل ان ينصلح حال الفن والاعلام فسيكون ردى عليكم بالاستعانه بعنوان احد مسلسلات الراحل حسن عابدين واقولكم : انا و انت وبابا فى المشمـــــــــــــــــش